أأمريكا.. واوراق الضغط الإيجابي




استقبلت خلال الايام الماضية من زملاء وأصدقاء، العديد من الأسئلة عن علاقة مصر بالولايات المتحدة في ظل إدارة الرئيس بايدن التي وضعت نصب أعينها منذ اليوم الاول من الرئاسة ملف حقوق الانسان في الشرق الأوسط، ومع تكرار الاسئلة حول مستقبل العلاقات بين مصر وأمريكا قررت كتابة هذه السطور على أن يكون ملف السياسة الخارجية و "حقوق الأنسان" هما محور الحديث وورقة الضغط الإيجابي للإدارة الجديدة مع مصر.. "نعم الإيجابي"، فقد خطت مصر خطوات مهمة في العديد من المجالات من خلال بناء شراكات وتعزيز علاقات مع مؤسسات دولية مثل الامم المتحدة، والاتحاد الاوروبي، وغيرها من القوى الصاعدة في مختلف المجالات.. لطالما كانت وستظل مصر دولة ذات أهمية محورية كبيرة بالنسبة للإدارات الأمريكية المتعاقبة، فمع انتهاء فترة حكم الإدارة الأمريكية السابقة (الجمهوريين)، وصعود بايدن (الديمقراطيين) الذين تميزوا بخط واضح عبر إداراتهم المختلفة ، الأمر الذي يجب التعامل معه بحساسية شديدة عن طريق مراكز الفكر المتخصصة، بالاضافة إلى شركات التسويق السياسي، والتي لها أكبر تأثير على تشكيل الرأي العام العالمي. وبالتزامن مع ما قرأته علي حساب الرئيس بايدن علي مواقع التواصل الاجتماعي فيما يتعلق بخطة صناعة فرص العمل الأمريكية والتي تشمل "محور اعادة بناء الطرق والكباري وتجديد شبكة الكهرباء وتجديد وتحديث المباني الحكومية"، مما جعلني اشعر بالفخر بكافة المجهودات التي بذلتها الدولة المصرية، لتوفير فرص عمل لملايين المصريين، لاسيما وأن توفير فرص العمل تعتبر جزءاً اساسياً من "حقوق الإنسان" التي تعود علي المواطن بالأمن والأمان وعلي الدولة بالاستقرار والتنمية الاقتصادية. واستنادًا إلى خبرتي في المجال السياسي، وزياراتي المتعددة للولايات المتحدة الامريكية التي تجاوزت 36 زيارة تنوعت بين زيارات رسمية وغير رسمية، كانت جميعها لتوطيد العلاقات مع مؤسسات صنع القرار بالولايات المتحدة الأمريكية سواء الكونجرس الأمريكي، أو مؤسسات المجتمع المدني، ومراكز الفكر والدراسات، والتي تمثل الوعى ومصدر المعلومات بالنسبة للشعب الأمريكي والإعلام العالمي. ونصح بعض الخبراء الامريكيين الإدارة الأمريكية بخصوص ضرورة التواجد على الأرض في مصر. إذن فلابد للإدارة المصرية التواجد على أرض واشنطن، عن طريق ضرورة تكثيف رحلات طرق الأبواب وتكرارها على مدار العام وتعظيم دور اللوبي المصري داخل أروقة واشنطن السياسية المختلفة ومنها؛ المجالس النيابية بغرفتيها، مؤسسات المجتمع المدني، مراكز الفكر ومراكز صنع القرار الأمريكي، حتى تكون هذه البعثات هي المنصة التي يستقى منها التحليلات والمعلومات بشكل دقيق وأكثر تخصصية. وأخيرًا.. أتوقع أن يكون لمصر دورًا رئيسيًا، وأن يتم إعادة صياغة علاقاتها مع القطب الأقوى في العالم خلال 5 سنوات المقبلة وأن تحافظ على استمرار ريادتها كدولة قوية في المنطقة، وكلنا ثقة في حكمة وخطط الحكومة المصرية التي تستطيع استغلال تغير الإدارة الأمريكية ودعمها المستمر.